ثقافة المسرحي السوري فرحان بلبل : "نريد أن تقفل مخافر الشرطة في عقول المبدعين"
انطلقت اليوم الاربعاء 10 جانفي 2018 فعاليات الدورة العاشرة من المهرجان العربي للمسرح من خلال مؤتمر صحفي خاص بكلمة اليوم العربي للمسرح والتي القاها المسرحي السوري فرحان بلبل وسط حضور مسرحي و إعلامي عربي كبير .
"نريد ان تقفل مخافر الشرطة في عقول المبدعين" هكذا اراد فرحان بلبل ان يفتتح كلمته التي قال عنها "كتبتها و انا ارتجف ثم تجاوزت كل الحسابات و قلت قل كلمتك وليكن ما يكون " ويضيف بلبل "طوال أربعين عام شتمت و هددت بالنقل و بالتسريح في كل عرض مسرحي أقدمه " فرحان بلبل قال ايضا ان كل الدول العربية يعاني مسرحيوها من الكبت و كل ما يجري من نشاط مسرحي في العالم العربي هو مخاض و سيظهر مسرح عربي مختلف في المستقبل حسب تعبيره و راوحت النقاشات خلال هذا المؤتمر الصحفي بين التجارب المسرحية العربية و مدى تطورها من بلد الى آخر و الإشكاليات التي يتعرض لها المسرحيون العرب و مدى طرحهم للمشاكل التي تعاني منها بلدانهم في أعمالهم ...
و في كلمته الخاصة باليوم العربي للمسرح يقول فرحان بلبل " لقد عرف العرب المسرح كما هو متداول في كتب النقد منذ ما يزيد قليلا عن قرن و نصف قرن لكنهم خلال هذه المدة القصيرة أتقنوا و تفننو فيه كتابة و إخراجا و تمثيلا ... لكنه منذ أواخر القرن العشرين حتى اليوم صار مظطربا ضائعا لا يعرف ماذا يجب ان يقول و يتخبط في اشكاله فلا يعرف كيف يتقنها و هذا ماجعله عاجزا عن تأدية مهمته الإجتماعية و الفنية و الجمالية التي كان يقوم بها و عجزه هذا جعل جمهوره منفضا عنه فلم يحظى اليوم الا بنخبة ثقافية او شبه ثقافية دون ان يحظى بجماهيرية واسعة ...
في نفس الكلمة يقول فرحان بلبل " اضطراب المسرح العربي اليوم و ضياعه نتيجة حتمية لأوضاع الوطن العربي الذي يعيش اليوم تمزقا في بعض أقطاره و تحمحما مكبوحا برغبة التغيير الإجتماعي في بعض أقطاره و ضبابيته في النظرة الى المستقبل في كل أقطاره و لعل المسرح السوري اليوم يشكل النموذج الأوضح لكل الإظطراب الناتج عن التمزق فهو متوقف في بعض مدنه وهو مكبوح مقيد في كل مدنه فيكاد يكون ممسوح الملامح في تلك الأرض التي دفعت بالمسرح العربي من قبل خطوات الى الأمام و بهذه المناسبة اتمنى من الشعوب العربية ان تقف مع الشعب السوري في محنته التي ينزف دمه فيها وهو الذي وقف معها في محنها ان لم يكن ذلك بدافع رد الجميل فبدافع اخوة الدم و اللغة و المصير ...
يضيف فرحان بلبل " ان هذا الضياع و الإظطراب و غموض النظرة الى المستقبل اوجاع يعاني منها كل المسرحيين العرب و أظن انها ستزداد ايلاما و دفعا الى كثير من اليأس و الإحباط ... و هذا يعني المسرح العربي ليس بخير ... صاحب كلمة اليوم العربي للمسرح قال ايضا " نريد ان يكون المسرح العربي حرا نريد ان تقفل مخاطر الشرطة في عقول المبدعين نريد ان تتحطم القيود المفروضة على السنة المسرحيين و على افكارهم نريد ان يزول الخوف من قلوبهم عندما يفكرون فهل يستطيع المسرحيون العرب اليوم انتزاعها بأنفسهم و الدنيا جحيم من حولهم ..."
وفرحان بلبل من مواليد مدينة حمص بدأ العمل في المسرح منذ سنة 1968 في الأندية الفنية في مدينة حمص ابرز ما انجزه مع فرقة المسرح العمالي طوال اكثر من أربعين عاما ان عروضه كانت تقدم في العديد من المدن السورية و احيانا كانت المسرحية الواحدة تعرض قرابة المائة مرة ، شارك في لجان تحكيم عدد كبير من المهرجانات المسرحية السورية و العربية كتب في النقد المسرحي عددا كبيرا من المقالات و الدراسات في الصحف و المجلات المختصة و ما يزال و اصدر في ميدان النقد المسرحي ثلاثة عشر كتابا منها المسرح العربي المعاصر في مواجهة الحياة و مراجعات في المسرح العربي منذ النشأة حتى اليوم ... كتب 33 مسرحية منها ستة نصوص للأطفال و اخرج ايضا 33 عملا مسرحيا و نال عديد التكريمات آخرها سنة 2014 من طرف الهيئة العربية للمسرح خلال الدورة السادسة من مهرجان المسرح العربي التي نظمت في الشارقة